حكم العمل في البنوك ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حكم العمل في البنوك ؟
حكم العمل في البنوك ؟
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له .
وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله .
أما بعد : فإنّ موضوع الربا من أخطر المواضيع , وقد أجمعت الشرائعُ على تحريمه, وتوعّد الله المتعامل به بأشد الوعيد , فقال - تعالى- : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبّطُهُ الشيطان من المسّ ) / البقرة ( 275) , فأخبر سبحانه أنّ الذين يتعاملون بالربا ( لا يقومون ) , أي : من قبورهم عند البعث ( إلاّ كما يقوم الذي يتخبّطُهُ الشيطان من المس ) , أي : إلا كما يقوم المصروع حال صرعه ؛ وذلك لتضخم بطونهم بسبب أكلهم الربا في الدنيا .
كما توعد الله سبحانه الذي يعود إلى أكل الربا بعد معرفة تحريمه بأنّه من أصحاب النار الخالدين فيها , قال - تعالى- : ( ومن عاد فأُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) / البقرة ( 275) .
كما أخبر الله سبحانه أنه يمحق بركة الرّبا , قال - تعالى- : ( يمحق الله الربا ) / البقرة ( 276 ) , أي : يمحق بركة المال الذي خالطه الربا , فمهما كثرت أموال المرابي وتضخّمت , فهي ممحوقة البركة , لا خير فيها , وإنما هي وبالٌ على صاحبها , تعبٌ في الدنيا , وعذابٌ في الآخرة , ولا يستفيد منها .
وقد وصف الله المرابي بأنه كفّارٌ أثيم , قال - تعالى- : ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحبُّ كلّ كفّارٍ أثيم ) / البقرة ( 276 ) , فأخبر الله سبحانه أنه لا يحب المرابي , وحرمانُه من محبة الله يستلزم أنّ الله يُبغضُهُ ويمقتُهُ , وتَسْميتُهُ كفاراً أي : مبالِغا في كفر النعمة , وهو الكفر الذي لا يُخرِج من المِلة , فهو كفارٌ لنعمة الله؛ لأنه لا يرحم العاجز , ولا يساعد الفقير , ولا يُنظِر المُعسِر .
أو المراد : أنه كفّار الكفر المخرج من المِلة إذا كان يستحلّ الربا , وقد وصفه الله في هذه الآية بأنه أثيم , أي : مبالغ في الإثم , منغمسٌ في الأضرار المادية والخلقية .
وقد أعلن الله الحرب منه ومن رسوله - صلى الله عليه وسلم- على المرابي لأنه عدوٌّ لهما إن لم يترك الربا , ووصفه بأنه ظالم , قال - تعالى- : ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقِيَ من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوسُ أموالكم لا تَظلِمون ولا تُظلَمون ) / البقرة(279,278).
انتهى من كتاب : الملخّص الفقهي/ للشيخ: صالح الفوزان ( 2/ 33-35 )
وإلى جانب هذه الزواجر القرآنية عن التعامل بالربا جاءت زواجر في سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم- , فقد عدّهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من الكبائر الموبقة أي: المهلكة , فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ("اجتنبوا السبع الموبقات" , قالوا: يا رسول الله وما هنّ ؟ قال : " الشرك بالله , والسحر , وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق , وأكل الربا , وأكل مال اليتيم , والتولي يوم الزحف , وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات" ) متفق عليه /خ (2766) / م ( 258).
وعن جابر - رضي الله عنه- قال : ( لعن رسول الله آكل الربا , وموكله , وكاتبه , وشاهديه , وقال " هم سواء " ) أخرجه مسلم في صحيحه ( 1598) .
عن عبد الله بن حنظلة ( غسيل الملائكة ) - رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشدُّ عند الله من ستةٍ وثلاثين زنيةٍ ) أخرجه الإمام أحمد في "المُسند" والطبراني في "الأوسط" والدارقطني , وصححه الإمام المحدث الألباني في: سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1033).
عن البراء بن عازب - رضي الله عنه- أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( الربا اثنان وسبعون بابا , أدناها مثلُ إتيان الرجل أمّهُ , وإنّ أربا الربا استطالة الرجل في عرض أخيه ) رواه الطبراني في "الأوسط" وصححه العلامة الألباني بمجموع طرقه, في : سلسة الأحاديث الصحيحة ( 1871) .
عن ابن مسعود - رضي الله عنه- ذكر حديثا عن النبي - صلى الله عليه وسلم- وقال فيه : ( ما ظهر في قوم الزنا والربا ؛ إلا أحلُّوا بأنفسهم عذابَ الله ) رواه أبو يعلى وحسنه العلامة المحدث الألباني - رحمه الله- / صحيح الترغيب والترهيب (1860)
إذا كانت هذه خطورة الربا وشناعته وهذا قبحه , وأنّه من الموبقات المُهلكات فما حكم العمل في البنوك الربوية التي ابتليت بها الأمة في هذا الزمان ؟
أسوق في هذه السطور بعض فتاوى أهل العلم في ذلك :
سئل الإمام الفقيه عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- :
ما حكم الإسلام فيمن يعملون في البنوك ويضعون أموالهم فيها دون أخذ فوائد لها ؟
الجواب : لا ريب أنّ العمل في البنوك التي تتعامل بالربا غير جائز ؛ لأنّ ذلك إعانة لهم على الإثم والعدوان , وقد قال الله سبحانه : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) / المائدة ( 2 ) .
وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه : ( لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه, وقال : هم سواء ) أخرجه مسلم في صحيحه .
أمّا وضع المال في البنوك بالفائدة الشهرية أو السنوية فذلك من الربا المحرم بإجماع العلماء , أما وضعه بدون فائدة فالأحوط تركه إلا عند الضرورة إذا كان البنك يتعامل بالربا ؛ لأن وضع المال عنده ولو بدون فائدة فيه إعانة له على أعماله الربوية , فيُخشى على صاحبه أن يكون من جملة المعينين على الإثم والعدوان وإن لم يُرد ذلك
فالواجب الحذر مما حرم الله والتماس الطرق السليمة لحفظ الأموال وتصريفها .
وفّق الله المسلمين لما فيه سعادتهم وعزهم ونجاتهم , ويسّر لهم العمل السريع لإيجاد بنوك إسلامية سليمة من أعمال الربا , إنّه وليُّ ذلك والقادر عليه .
وسئل كذلك عن: حكم العمل في أقسام البنوك الربوية التي لا صلة لها بالربا مباشرة؟
فأجاب : لكن بهم قام الربا وبهم قام البنك , ولو لم يتوظف لما قام المنع , فهم أعانوا على إقامة البنوك الموجودة وتعاطي الربا , نسأل الله السلامة .
مجموع فتاوى الإمام ابن باز ( 19/ 150 )
سئل العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله- :
ما حكم العمل في البنوك الربوية ومعاملتها ؟
فأجاب : العمل فيها مُحرّم لأنه إما إعانة على الربا , فإذا كان إعانة على الربا فإنه يكون داخلا في لعنة المعين حيث صحّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه : ( لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه , وقال: هم سواء ) . وإن لم يكن إعانة على الربا فهو رضا بهذا العمل وإقرار له ولا يجوز التوظف في البنوك التي تتعامل بالربا , وأما وضع الفلوس عندهم للحاجة فلا بأس إذا لم نجد مأمناً سوى هذه البنوك فإنه لا بأس به بشرط أن لا يأخذ الإنسان منه الربا فإن أخذ الربا فهو حرام .
فقه وفتاوى البيوع / ص : 353
وسئل - رحمه الله- كذلك : هل يجوز العمل في مؤسسة ربوية كسائق أو حارس ؟
فأجاب : لا يجوز العمل بالمؤسسات الربوية ولو كان الإنسان سائقا أو حارسا , وذلك لأن دخوله في وظيفة عند مؤسسات ربوية يستلزم الرضا بها , لأن من ينكر الشيء لا يمكن أن يعمل لمصلحته , فإذا عمل لمصلحته فإنه يكون راضيا به , والراضي بالشيء المحرم يناله من إثمه .
أمّا من كان يباشر القيد والكتابة والإرسال والإيداع وما أشبه ذلك فهو لا شك أنه مباشر للحرام , وقد ثبت عن النبي - صلى اله عليه وسلم- من حديث جابر - رضي الله عنه- : ( أنه لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه , وقال : هم سواء ) .
فقه وفتاوى البيوع / جمع : أشرف بن عبد المقصود , ص : 358
سئل الشيخ : عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله- :
ما حكم من يعمل حارسا أو فراشا في مؤسسة ربوية ؟
فقال : لا يجوز أن يقدم الشاي أو القهوة لمن يكتب الربا ولا يجوز أن يعمل لديها أي عمل , حتى ولو أدى ذلك إلى أن يعمل حمّالا في السوق , سواء كانت هذه المؤسسة الربوية تبع للحكومة أو للجن أو للإنس , كله سواء . قال - تعالى- : ( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) والذي يحمل الورق المكتوب فيه الربا من مكتب إلى مكتب مثل كاتب الربا وحاسبه. فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي ( 1/ 205 )
سئلت لجنة البحوث العلمية والإفتاء , بالمملكة العربية السعودية :
اضطرته ظروف المعيشة للعمل , وسابق في ديوان الموظفين العام , ولم يحالفه النجاح , وأرغمته ظروفه حسب قوله إلى العمل في بنك الرياض , ويذكر أنه عمل بأغلب أقسامه , ووجده يتعامل بالربا عين الربا , حيث يقرض الشخص تسعة آلاف ريال , ويرتد المبلغ عشرة آلاف ريال , بالإضافة إلى كشف الحساب للعملاء بفائدة , ويذكر أنه متحسِّر من هذا العمل , وأنه لو خرج تراكمت عليه الديون ؛ لأن راتبه من البنك دخله الوحيد ..... ويطلب إرشاده ؟
فأجابت : العمل في البنوك التي تتعامل بالمعاملة التي وصفتها , والتي هي عين الربا لا يجوز ؛ لأدلة تحريم الربا الواردة في الكتاب والسنة وإجماع الأمة , ومنها ما روى ابن مسعود - رضي الله عنه- : ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه ) أخرجه الخمسة , وصححه الترمذي .
وما رواه جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- : ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم- لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) وقال : " هم سواء " .
فالواجب عليك : أنْ تترك العمل فيه ؛ طاعةً لله سبحانه ورسوله - صلى الله عليه وسلم- وحذراً من غضب الله وعقابه , والتمِس عملاً آخر مما أباح الله - عزّ وجلّ- وأبشر بالتيسير والتسهيل إذا تركت عملك في البنك من أجل الله سبحانه , لقول الله -عز وجل- : ( ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ) /الطلاق ( 2, 3 ) وبالله التوفيق .
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 15/ 41 )
وسئلت كذلك : ما حكم الراتب الذي يأخذه الموظف من البنك ؟
فأجابت : إذا كان البنك غير ربوي ؛ فما يأخذه الموظف من مرتب أو مكافأة أجراً على عمله – من الكسب الحلال , لاستحقاقه إياه مقابل عمل جائز .
أما إن كان البنك ربويا ؛ فما يأخذه الموظف من مرتب أو مكافأة أجرا على عمله به – حرام ؛ لتعاونه مع أصحاب البنك الربوي على الإثم والعدوان , وقد قال الله - تعالى- : (وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم- لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه , وقال : " هم سواء " رواه مسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 15/ 52 )
سئل علاّمة الديار اليمانية ومحدِّثُها الشيخ : مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله- :
هناك بنوك ربوية فهل يجوز التعامل معها والاشتغال فيها ؟
الجواب : أما الاشتغال فيها فلا , إن كنت كاتبا أو مشاركا فالنبي - صلى الله عليه وسلم- يقول : ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) .
وإنْ كنت تضع نقودك فقط وأنت تخاف عليها أن تُسرق , فلا تأخذ أرباحا منها , بل يُردُّ لك مالك كما هو , فإن الله - عز وجل- يقول في كتابه الكريم : ( فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ) / البقرة 275 ويقول أيضا : (وإن تُبتُم فلكُم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون ) / البقرة 279
أما إذا كان لا يخاف على ماله فلا , لأنه يساعدهم بالأرباح , وربُّ العِزّة يقول في كتابه الكريم : ( وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثمِ والعدوان ) .
فلا يجوز المعاملة , ولا التعاون مع هذه البنوك , إلا في مسألةٍ ضرورية كأنْ تخشى على مالك من اللصوص أو الضياع , فلك أن تضع أموالك فيها , ولا تأخذ أرباحا .
تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب / ص: 133
للعلامة المحدث مقبل الوادعي - رحمه الله-
فهذه أخي في الله/أختي في الله , فتاوى أهل العلم في هذا العصر فيما ابتليت به الأمة اليوم من البنوك الربوية , والتي تقوم أساس معاملاتها على الربا الذي أجمعت الشرائع على تحريمه , فاتق الله ولا تكن ممن انخرط في هذه الموبقة المهلكة , ولا تقل بأنني مضطر ولم أجد عمل , فإن أبواب الخير كثيرة ولو عملت بائعا للحطب أو مغسلا للسيارات , فإنه خير من العمل في البنك , والله سبحانه يقول ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) فاترك هذا العمل أخي/أختي والله يعوضك خيرا ويسهل عليك أمرك , ويفتح عليك أبواب الرزق من حيث لا تعلم . ناهيك أن يكون هذا العمل فيه اختلاط رجال بنساء , وهذا مثارٌ للفتنة , ومدعاةٌ لانتشار الشر والفساد , وعندئذٍ تعظم الحُرمة ويزداد الإثم , فيتحتّم على المسلم أن يترك هذا العمل ؛ محافظة على دينه , وبُعداً عن ذرائع الفساد وانتهاك الأعراض .
قال الشيخ بكر أبوزيد - حفظه الله- : إنّ العفّة حجابٌ يمزِّقهُ الاختلاط , ولهذا صار طريق الإسلام التفريق والمباعدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها , فالمجتمع الإسلامي مجتمع فردي لا زوجي , فللرجال مجتمعاتِهم , وللنساء مجتمعاتِهنّ , ولاتخرج المرأة إلى مجتمع الرجال إلا لضرورة أو حاجة بضوابط الخروج الشرعية.
كلّ هذا لحفظ الأعراض والأنساب , وحراسة الفضائل , والبعد عن الرِّيَب والرذائل وعدم إشغال المرأة عن وظائفها الأساس في بيتها ؛ ولذا حُرِّم الاختلاط , سواء في التعليم أم العمل , والمؤتمرات , والندوات , والاجتماعات العامّة والخاصة وغيرها ؛ لِمَا يترتب عليه من هتك الأعراض , ومرض القلوب , وخطرات النفوس , وخنوثة الرجال , واسترجال النساء وزوال الحياء , وتقلص العفة والحشمة , وانعدام الغيرة .
حراسة الفضيلة ص: 97- 98
للشيخ : بكر بن عبد الله أبوزيد - حفظه الله-
هذا وأسأل الله تبارك وتعالى أن يخلص المسلمين من هذه البنوك الربوية , ويوفقهم لإنشاء بنوك إسلامية خالية من الربا , كما أسأله سُبحابه أن يهدي أبناء المسلمين وبناتِهم , وأن يوفقهم لكل خير , وأن يُجَنِّبهم المحرمات والفتن والشهوات .
والله الهادي إلى سواء السبيل . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
ميدو مشاكل
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له .
وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله .
أما بعد : فإنّ موضوع الربا من أخطر المواضيع , وقد أجمعت الشرائعُ على تحريمه, وتوعّد الله المتعامل به بأشد الوعيد , فقال - تعالى- : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبّطُهُ الشيطان من المسّ ) / البقرة ( 275) , فأخبر سبحانه أنّ الذين يتعاملون بالربا ( لا يقومون ) , أي : من قبورهم عند البعث ( إلاّ كما يقوم الذي يتخبّطُهُ الشيطان من المس ) , أي : إلا كما يقوم المصروع حال صرعه ؛ وذلك لتضخم بطونهم بسبب أكلهم الربا في الدنيا .
كما توعد الله سبحانه الذي يعود إلى أكل الربا بعد معرفة تحريمه بأنّه من أصحاب النار الخالدين فيها , قال - تعالى- : ( ومن عاد فأُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) / البقرة ( 275) .
كما أخبر الله سبحانه أنه يمحق بركة الرّبا , قال - تعالى- : ( يمحق الله الربا ) / البقرة ( 276 ) , أي : يمحق بركة المال الذي خالطه الربا , فمهما كثرت أموال المرابي وتضخّمت , فهي ممحوقة البركة , لا خير فيها , وإنما هي وبالٌ على صاحبها , تعبٌ في الدنيا , وعذابٌ في الآخرة , ولا يستفيد منها .
وقد وصف الله المرابي بأنه كفّارٌ أثيم , قال - تعالى- : ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحبُّ كلّ كفّارٍ أثيم ) / البقرة ( 276 ) , فأخبر الله سبحانه أنه لا يحب المرابي , وحرمانُه من محبة الله يستلزم أنّ الله يُبغضُهُ ويمقتُهُ , وتَسْميتُهُ كفاراً أي : مبالِغا في كفر النعمة , وهو الكفر الذي لا يُخرِج من المِلة , فهو كفارٌ لنعمة الله؛ لأنه لا يرحم العاجز , ولا يساعد الفقير , ولا يُنظِر المُعسِر .
أو المراد : أنه كفّار الكفر المخرج من المِلة إذا كان يستحلّ الربا , وقد وصفه الله في هذه الآية بأنه أثيم , أي : مبالغ في الإثم , منغمسٌ في الأضرار المادية والخلقية .
وقد أعلن الله الحرب منه ومن رسوله - صلى الله عليه وسلم- على المرابي لأنه عدوٌّ لهما إن لم يترك الربا , ووصفه بأنه ظالم , قال - تعالى- : ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقِيَ من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوسُ أموالكم لا تَظلِمون ولا تُظلَمون ) / البقرة(279,278).
انتهى من كتاب : الملخّص الفقهي/ للشيخ: صالح الفوزان ( 2/ 33-35 )
وإلى جانب هذه الزواجر القرآنية عن التعامل بالربا جاءت زواجر في سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم- , فقد عدّهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من الكبائر الموبقة أي: المهلكة , فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ("اجتنبوا السبع الموبقات" , قالوا: يا رسول الله وما هنّ ؟ قال : " الشرك بالله , والسحر , وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق , وأكل الربا , وأكل مال اليتيم , والتولي يوم الزحف , وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات" ) متفق عليه /خ (2766) / م ( 258).
وعن جابر - رضي الله عنه- قال : ( لعن رسول الله آكل الربا , وموكله , وكاتبه , وشاهديه , وقال " هم سواء " ) أخرجه مسلم في صحيحه ( 1598) .
عن عبد الله بن حنظلة ( غسيل الملائكة ) - رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشدُّ عند الله من ستةٍ وثلاثين زنيةٍ ) أخرجه الإمام أحمد في "المُسند" والطبراني في "الأوسط" والدارقطني , وصححه الإمام المحدث الألباني في: سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1033).
عن البراء بن عازب - رضي الله عنه- أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( الربا اثنان وسبعون بابا , أدناها مثلُ إتيان الرجل أمّهُ , وإنّ أربا الربا استطالة الرجل في عرض أخيه ) رواه الطبراني في "الأوسط" وصححه العلامة الألباني بمجموع طرقه, في : سلسة الأحاديث الصحيحة ( 1871) .
عن ابن مسعود - رضي الله عنه- ذكر حديثا عن النبي - صلى الله عليه وسلم- وقال فيه : ( ما ظهر في قوم الزنا والربا ؛ إلا أحلُّوا بأنفسهم عذابَ الله ) رواه أبو يعلى وحسنه العلامة المحدث الألباني - رحمه الله- / صحيح الترغيب والترهيب (1860)
إذا كانت هذه خطورة الربا وشناعته وهذا قبحه , وأنّه من الموبقات المُهلكات فما حكم العمل في البنوك الربوية التي ابتليت بها الأمة في هذا الزمان ؟
أسوق في هذه السطور بعض فتاوى أهل العلم في ذلك :
سئل الإمام الفقيه عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- :
ما حكم الإسلام فيمن يعملون في البنوك ويضعون أموالهم فيها دون أخذ فوائد لها ؟
الجواب : لا ريب أنّ العمل في البنوك التي تتعامل بالربا غير جائز ؛ لأنّ ذلك إعانة لهم على الإثم والعدوان , وقد قال الله سبحانه : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) / المائدة ( 2 ) .
وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه : ( لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه, وقال : هم سواء ) أخرجه مسلم في صحيحه .
أمّا وضع المال في البنوك بالفائدة الشهرية أو السنوية فذلك من الربا المحرم بإجماع العلماء , أما وضعه بدون فائدة فالأحوط تركه إلا عند الضرورة إذا كان البنك يتعامل بالربا ؛ لأن وضع المال عنده ولو بدون فائدة فيه إعانة له على أعماله الربوية , فيُخشى على صاحبه أن يكون من جملة المعينين على الإثم والعدوان وإن لم يُرد ذلك
فالواجب الحذر مما حرم الله والتماس الطرق السليمة لحفظ الأموال وتصريفها .
وفّق الله المسلمين لما فيه سعادتهم وعزهم ونجاتهم , ويسّر لهم العمل السريع لإيجاد بنوك إسلامية سليمة من أعمال الربا , إنّه وليُّ ذلك والقادر عليه .
وسئل كذلك عن: حكم العمل في أقسام البنوك الربوية التي لا صلة لها بالربا مباشرة؟
فأجاب : لكن بهم قام الربا وبهم قام البنك , ولو لم يتوظف لما قام المنع , فهم أعانوا على إقامة البنوك الموجودة وتعاطي الربا , نسأل الله السلامة .
مجموع فتاوى الإمام ابن باز ( 19/ 150 )
سئل العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله- :
ما حكم العمل في البنوك الربوية ومعاملتها ؟
فأجاب : العمل فيها مُحرّم لأنه إما إعانة على الربا , فإذا كان إعانة على الربا فإنه يكون داخلا في لعنة المعين حيث صحّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه : ( لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه , وقال: هم سواء ) . وإن لم يكن إعانة على الربا فهو رضا بهذا العمل وإقرار له ولا يجوز التوظف في البنوك التي تتعامل بالربا , وأما وضع الفلوس عندهم للحاجة فلا بأس إذا لم نجد مأمناً سوى هذه البنوك فإنه لا بأس به بشرط أن لا يأخذ الإنسان منه الربا فإن أخذ الربا فهو حرام .
فقه وفتاوى البيوع / ص : 353
وسئل - رحمه الله- كذلك : هل يجوز العمل في مؤسسة ربوية كسائق أو حارس ؟
فأجاب : لا يجوز العمل بالمؤسسات الربوية ولو كان الإنسان سائقا أو حارسا , وذلك لأن دخوله في وظيفة عند مؤسسات ربوية يستلزم الرضا بها , لأن من ينكر الشيء لا يمكن أن يعمل لمصلحته , فإذا عمل لمصلحته فإنه يكون راضيا به , والراضي بالشيء المحرم يناله من إثمه .
أمّا من كان يباشر القيد والكتابة والإرسال والإيداع وما أشبه ذلك فهو لا شك أنه مباشر للحرام , وقد ثبت عن النبي - صلى اله عليه وسلم- من حديث جابر - رضي الله عنه- : ( أنه لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه , وقال : هم سواء ) .
فقه وفتاوى البيوع / جمع : أشرف بن عبد المقصود , ص : 358
سئل الشيخ : عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله- :
ما حكم من يعمل حارسا أو فراشا في مؤسسة ربوية ؟
فقال : لا يجوز أن يقدم الشاي أو القهوة لمن يكتب الربا ولا يجوز أن يعمل لديها أي عمل , حتى ولو أدى ذلك إلى أن يعمل حمّالا في السوق , سواء كانت هذه المؤسسة الربوية تبع للحكومة أو للجن أو للإنس , كله سواء . قال - تعالى- : ( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) والذي يحمل الورق المكتوب فيه الربا من مكتب إلى مكتب مثل كاتب الربا وحاسبه. فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي ( 1/ 205 )
سئلت لجنة البحوث العلمية والإفتاء , بالمملكة العربية السعودية :
اضطرته ظروف المعيشة للعمل , وسابق في ديوان الموظفين العام , ولم يحالفه النجاح , وأرغمته ظروفه حسب قوله إلى العمل في بنك الرياض , ويذكر أنه عمل بأغلب أقسامه , ووجده يتعامل بالربا عين الربا , حيث يقرض الشخص تسعة آلاف ريال , ويرتد المبلغ عشرة آلاف ريال , بالإضافة إلى كشف الحساب للعملاء بفائدة , ويذكر أنه متحسِّر من هذا العمل , وأنه لو خرج تراكمت عليه الديون ؛ لأن راتبه من البنك دخله الوحيد ..... ويطلب إرشاده ؟
فأجابت : العمل في البنوك التي تتعامل بالمعاملة التي وصفتها , والتي هي عين الربا لا يجوز ؛ لأدلة تحريم الربا الواردة في الكتاب والسنة وإجماع الأمة , ومنها ما روى ابن مسعود - رضي الله عنه- : ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه ) أخرجه الخمسة , وصححه الترمذي .
وما رواه جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- : ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم- لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) وقال : " هم سواء " .
فالواجب عليك : أنْ تترك العمل فيه ؛ طاعةً لله سبحانه ورسوله - صلى الله عليه وسلم- وحذراً من غضب الله وعقابه , والتمِس عملاً آخر مما أباح الله - عزّ وجلّ- وأبشر بالتيسير والتسهيل إذا تركت عملك في البنك من أجل الله سبحانه , لقول الله -عز وجل- : ( ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ) /الطلاق ( 2, 3 ) وبالله التوفيق .
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 15/ 41 )
وسئلت كذلك : ما حكم الراتب الذي يأخذه الموظف من البنك ؟
فأجابت : إذا كان البنك غير ربوي ؛ فما يأخذه الموظف من مرتب أو مكافأة أجراً على عمله – من الكسب الحلال , لاستحقاقه إياه مقابل عمل جائز .
أما إن كان البنك ربويا ؛ فما يأخذه الموظف من مرتب أو مكافأة أجرا على عمله به – حرام ؛ لتعاونه مع أصحاب البنك الربوي على الإثم والعدوان , وقد قال الله - تعالى- : (وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم- لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه , وقال : " هم سواء " رواه مسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 15/ 52 )
سئل علاّمة الديار اليمانية ومحدِّثُها الشيخ : مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله- :
هناك بنوك ربوية فهل يجوز التعامل معها والاشتغال فيها ؟
الجواب : أما الاشتغال فيها فلا , إن كنت كاتبا أو مشاركا فالنبي - صلى الله عليه وسلم- يقول : ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) .
وإنْ كنت تضع نقودك فقط وأنت تخاف عليها أن تُسرق , فلا تأخذ أرباحا منها , بل يُردُّ لك مالك كما هو , فإن الله - عز وجل- يقول في كتابه الكريم : ( فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ) / البقرة 275 ويقول أيضا : (وإن تُبتُم فلكُم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون ) / البقرة 279
أما إذا كان لا يخاف على ماله فلا , لأنه يساعدهم بالأرباح , وربُّ العِزّة يقول في كتابه الكريم : ( وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثمِ والعدوان ) .
فلا يجوز المعاملة , ولا التعاون مع هذه البنوك , إلا في مسألةٍ ضرورية كأنْ تخشى على مالك من اللصوص أو الضياع , فلك أن تضع أموالك فيها , ولا تأخذ أرباحا .
تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب / ص: 133
للعلامة المحدث مقبل الوادعي - رحمه الله-
فهذه أخي في الله/أختي في الله , فتاوى أهل العلم في هذا العصر فيما ابتليت به الأمة اليوم من البنوك الربوية , والتي تقوم أساس معاملاتها على الربا الذي أجمعت الشرائع على تحريمه , فاتق الله ولا تكن ممن انخرط في هذه الموبقة المهلكة , ولا تقل بأنني مضطر ولم أجد عمل , فإن أبواب الخير كثيرة ولو عملت بائعا للحطب أو مغسلا للسيارات , فإنه خير من العمل في البنك , والله سبحانه يقول ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) فاترك هذا العمل أخي/أختي والله يعوضك خيرا ويسهل عليك أمرك , ويفتح عليك أبواب الرزق من حيث لا تعلم . ناهيك أن يكون هذا العمل فيه اختلاط رجال بنساء , وهذا مثارٌ للفتنة , ومدعاةٌ لانتشار الشر والفساد , وعندئذٍ تعظم الحُرمة ويزداد الإثم , فيتحتّم على المسلم أن يترك هذا العمل ؛ محافظة على دينه , وبُعداً عن ذرائع الفساد وانتهاك الأعراض .
قال الشيخ بكر أبوزيد - حفظه الله- : إنّ العفّة حجابٌ يمزِّقهُ الاختلاط , ولهذا صار طريق الإسلام التفريق والمباعدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها , فالمجتمع الإسلامي مجتمع فردي لا زوجي , فللرجال مجتمعاتِهم , وللنساء مجتمعاتِهنّ , ولاتخرج المرأة إلى مجتمع الرجال إلا لضرورة أو حاجة بضوابط الخروج الشرعية.
كلّ هذا لحفظ الأعراض والأنساب , وحراسة الفضائل , والبعد عن الرِّيَب والرذائل وعدم إشغال المرأة عن وظائفها الأساس في بيتها ؛ ولذا حُرِّم الاختلاط , سواء في التعليم أم العمل , والمؤتمرات , والندوات , والاجتماعات العامّة والخاصة وغيرها ؛ لِمَا يترتب عليه من هتك الأعراض , ومرض القلوب , وخطرات النفوس , وخنوثة الرجال , واسترجال النساء وزوال الحياء , وتقلص العفة والحشمة , وانعدام الغيرة .
حراسة الفضيلة ص: 97- 98
للشيخ : بكر بن عبد الله أبوزيد - حفظه الله-
هذا وأسأل الله تبارك وتعالى أن يخلص المسلمين من هذه البنوك الربوية , ويوفقهم لإنشاء بنوك إسلامية خالية من الربا , كما أسأله سُبحابه أن يهدي أبناء المسلمين وبناتِهم , وأن يوفقهم لكل خير , وأن يُجَنِّبهم المحرمات والفتن والشهوات .
والله الهادي إلى سواء السبيل . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
ميدو مشاكل
ميدو مشاكل- مشرف
- عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 03/10/2009
العمر : 34
رد: حكم العمل في البنوك ؟
مشكووووووووووووووووووووووووو ميدو على الموضوع الرائع و بانتظار القادم
ahmed shehata- مشرف 5 استارز
- عدد المساهمات : 405
تاريخ التسجيل : 09/10/2009
العمر : 30
الموقع : ahmedshehata2009.ibda3.org
مواضيع مماثلة
» القرضاوي يرد على الشيخ محمد بن حمد لإباحته فوائد البنوك]
» تحريم فوائد البنوك أحيا الاقتصاد الإسلامي
» تحريم فوائد البنوك أحيا الاقتصاد الإسلامي
» اختلاف العلماء الازهر حول اباحة اخذ الفوائد من البنوك
» ايه رأيك لو الامتحانات بالطريقه دى ايه هيكون العمل
» تحريم فوائد البنوك أحيا الاقتصاد الإسلامي
» تحريم فوائد البنوك أحيا الاقتصاد الإسلامي
» اختلاف العلماء الازهر حول اباحة اخذ الفوائد من البنوك
» ايه رأيك لو الامتحانات بالطريقه دى ايه هيكون العمل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى